عمار أبو شعيب
حدثنا أبو صنطيحة، العارف بأسرار وخبايا كرة القدم، في مقهى المُحنززين وعشاق اللوم والعدم، عن أبي السعادة والنّدم، عن شيخ الشيوخ الصربي خاليلوزييتش صاحب الحَشَم والخَدَم أنه سمعه يقول بعضمة لسانه قبل الصعود للطائرة:
طوبى لكل مدرب ينهي مشواره بالتراضي… رغم أن القوم سينقسمون بين الراضي بنوع الطلاق مع الجامعة وغير الراضي… أنا ذاهب فلتزرعوا البصل في مكاني وفي كل الأراضي… أحمد الله أنني ملأت حقيبتي بدون محامٍ ولا قاضي… وغادرت المغرب الأقصى أمام مستنكر وساخط وآخر فضل التغاضي… كل شيء أصبح لدي من الماضي… ولا يهمني من سيُعيد تشييد المنتخب على أنقاضي… سواء أكان عمّوتة، الزاكي، الرݣراݣي أو من يصيح في كل وادي… فقد رحل قبلي هرفي ولوميرو وهنري وحان ابتعادي… هم السابقون ونحن اللاحقون من عهد لوط وعادي… ها أنا ذا قد اقتلعت من التدريب أوتادي… وذاهب لأبحث في أرض الله الواسعة عن مرادي… أستعيد مكانتي واشيد أمجادي… ففي جيبي ما يكفي لإسعادي… اِنتهى عهدٔ كنتُ أعتبر فيه الفريق أولادي… والمغرب وطني وبلادي… سامح الله كل من سخر مني وأصبح مُنتقدي وجلّادي… ومن وصفني بعجوز هرم لا يستحق تدريب أصغر نادي… كونوا أسُودا على الدوام فهاهي قطر تنادي… فزياش لن يصنع المعجزة في اعتقادي… وداعا يا بلداً نَمَّيتُ فيه ثروتي ورصيدي واعتمادي… أنا الآن أسمع أصواتاً تهلل وتصدح بالإنشادِ… تُردد: “الما والشطّابة حتى لقاع لبحر يا الشارف البوجادي… سنكتفي بمدرب وطني قنوع يُقدِّرُ وضع البلد الاقتصادي… مُستقلاًّ في اتخاذ القرار رافضا لتدخل عشرات الأرجل والايادي…”.