هل ستكون نهاية كأس العالم للأندية في نسختها التاسعة عشرة والتي يحتضنها المغرب نهاية عربية صرفة وخالصة في عاصمة الثقافة والأنوار لأرض عربية شقيقة في سابقة هي الأولى عالميا؟
انتصار الهلال السعودي، زعيم كرة القدم السعودية وبطل آسيا في نسختها الحالية ، وبلوغه المباراة النهائية ، أداء ونتيجة ، على حساب الفريق البرازيلي العتيد نادي “فلامينكو”، بطل كأس “ليبيرتادوريس”، سيعطي بكل تأكيد دفعة و شحنة معنوية قوية وتحفيزا وطموحا كبيرين لنادي الأهلي المصري، فريق القرن إفريقيا ووصيف بطل إفريقيا الحالي، في مواجهته القوية المرتقبة هذه الليلة أمام العملاق الملكي نادي ريال مدريد ، بطل أوروبا وفريق القرن عالميا والحائز على لقب هذه الكأس العالمية في اربع مناسبات منها فوزه الأول باللقب هنا بالمغرب على حساب الفريق الأرجنتيني نادي “سان لورانزو” بإصابتين لصفر.
مباراة نصف النهاية الثانية التي سيحتضنها ملعب المركب الرياضي مولاي عبدالله ابتداءا من الساعة الثامنة بالتوقيت المغربي ستكون مثيرة وشيقة و قوية وستدور على صفيح ساخن خاصة وأن نادي الأهلي المصري يوجد في أحسن الأحوال وهو المنتشي بانتصارين هامين في الدورين الأولين على حساب نادي “أوكلاند سيتي” النيوزيلاندي ، بطل أوقيانوسيا ، بثلاثية نظيفة في المباراة التي جرت بملعب ابن بطولة بطنجة يوم حفل الافتتاح والذي عرف نجاحا و إقبالا جماهيرا كبيرا فاق 65000 متفرجا ثم انتصاره بإصابة لصفر و في نفس الملعب على نادي “سياتيل ساندورز” الأمريكي بطل الكونكاكاف.
الفريق المصري يظهر أنه عازم كل العزم هذه المرة على الذهاب بعيدا في مشوار هذه الكأس ولما لا الظفر بها وهو الذي اخفق في ذلك في مشاركاته الأربع السابقة، والتي احتل في ثلاثة منها الصف الثالث سنوات 2006 ، 2020 و 2021، و الصف الرابع في النسخة التاسعة التي أقيمت سنة 2012 باليابان.
الفريق المصري سيحاول استغلال عدم استقرار نتائج ريال مدريد والدعم الجماهيري المغربي الكبير بل وحتى دعم الجماهير المغربية المشجعة لغريمه نادي برشلونة واحساسه بتواجده في بلده الثاني.
من جانبه ، يمر النادي الملكي ريال مدريد بمرحلة فراغ عمرت طويلا وأثرت إلى حد الآن على مسيرته الكروية الباهرة التي بدأ بها مشواره في بطولة الليغا في الموسم الرياضي الحالي خاصة بعد خسارته للكأس الممتازة الإسبانية أمام غريمه التقليدي نادي برشلونة بثلاثة أهداف لهدف واحد في المباراة النهائية التي جرت بالرياض بالسعودية في النصف الأول من شهر يناير 2023 والتي ظهر فيها ريال مدريد ضعيفا ومرتبكا ومفكك الخطوط بشكل مستغرب وغير معهود ومألوف فيه.
إضافة إلى ذلك ، حقق الفريق ذاته نتائج متواضعة و غير مرضية ، لا تتناسب إطلاقا مع قيمته ومع ترسانته القوية المكونة من لاعبين دوليين كبار ، في البطولة الإسبانية منذ اسثئناف نشاطها بعد نهاية كأس العالم التي أقيمت بدولة قطر ؛ فبعدما كان يحتل هو الصف الأول في سبورة الترتيب العام مبتعدا بنقط كثيرة عن نادي برشلونة وهزم هذا الأخير بثلاثة أهداف لهدف واحدة في مباراة الذهاب أصبح يحتل الآن في الصف الثاني ويتخلف عن الفريق الكتالوني المحتل للزعامة بثمانية نقط كاملة.
فهل سيكون مرور نادي ريال مدريد للمباراة النهائية ولو على حساب نادي الأهلي المصري والفوز بالكأس الخامسة بداية عهد جديد و انطلاقة أخرى موفقة لريال مدريد وتصحيح مساره المتذبذب لحد الآن ؟
كل ما يتمناه كل المتتبعين والمهتمين هو أن يقدم الفريقان معا طبقا كرويا ممتعا وشيقا وأن تبوح المباراة بكل أسرارها الكروية الراقية.