أكد محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن استمرار التنسيق المغربي- الأوروبي يمثل عامل استقرار في الشؤون الإقليمية بما لا يدع مجالا للصعوبات الظرفية أن تحل محل فرص المستقبل.
وأوضح المحلل السياسي، في تصريح ل”المساء24″، أن الزيارة التي قام بها “أوليفر فاريلي”، المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع، للمغرب، أظهرت أن عوامل تعزيز الشراكة واسعة النطاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي متنوعة، بما يمثل دافعا قويا ينعكس إيجابا على مصالح الجانبين.
وأشار محمد بودن إلى أن العلاقات المغربية – الأوروبية طويلة الأمد لا تتوقف على عمرها وطابعها التقليدي فقط، بل ترتكز أيضا على المبادرات والالتزامات المشتركة بين الجانبين.
وأكد أن دينامية العلاقات المغربية-الأوروبية سيكون لها تأثير إيجابي على انفتاح المفوضية الأوروبية على مجالات جغرافية جديدة بالشراكة مع المغرب، من منطلق تاريخ المملكة كشريك يتمتع بمصداقية كبيرة ومكانة جيو-سياسية مستحقة بقيادة ملك البلاد في إفريقيا والعالم العربي والشرق الأوسط، ومساهمة المغرب الحقيقية في السياسات الإقليمية، والطلب المتزايد على مواقفه البناءة والمتوازنة التي تصب في مصلحة السلام، وفق تعبيره.
وأضاف أن العلاقات المغربية-الأوروبية “تكتسب اليوم حيوية جديدة، مما يجعل من زيارة أوليفر فاريلي للمغرب زيارة ناجحة من حيث استكشافها لمحاور جديدة تجعل من المغرب الوجهة الرئيسية لمشاريع الاتحاد الأوروبي جنوب المتوسط بقيمة 5,5 مليار درهم في مجالات دعم الحماية الاجتماعية والتحول الأخضر وإصلاح الإدارة العمومية وتدبير الهجرة والإدماج المالي، وهي برامج ستمكن من تجسيد تعاون عملي براغماتي بين الجانبين”.
واعتبر المحلل السياسي محمد بودن أن زيارة “أوليفر فاريلي” للملكة المغربية أكدت أن التعاون “يمثل أولوية في أجندة الطرفين، كما أنها سمحت بإثراء الشراكة المغربية-الأوروبية بمشاريع وأفكار جديدة، وفي النهاية فإن الهدف هو الارتقاء بهذه الشراكة إلى أفق جديد، مما سيقلل من تأثير بعض التحركات الهامشية على مضمون العلاقات المغربية – الأوروبية إلى الحد الأدنى”.
وأشار إلى أن الكثير من المحطات والزيارات المتبادلة أثبتت أن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي هي العلاقات الأكثر تطورا وديناميكية في ضفتي المتوسط، والتعاون العملي بين الطرفين يسمح بالاستفادة من ثلاث فرص أساسية، تتمثل أولا في التكامل المتبادل في قضايا حيوية تخص الاقتصاد الأخضر والأمن وتدبير تدفقات الهجرة، وثانيا، في التنافسية وجاذبية الأسواق التي يمكنها أن تكون في مصلحة هيكل التجارة الثنائية بما يعكس إمكانيات الشراكة، وثالثا في التفاهم المتبادل والحوار حول المصالح الاستراتيجية للطرفين.
وأكد “محمد بودن” أن زيارة المفوض الأوروبي والمواقف الإيجابية لعدد من البلدان الأوروبية حول سيادة المغرب على صحرائه ومبادرة الحكم الذاتي تعكس أن هناك مزيدا من الجهود لتعزيز التواصل المغربي- الأوروبي وتدبير بعض الفترات في العلاقات بسلاسة.