حميد هيمة
في مشهد غريب، استسلمت رمال شاطئ المهدية لأصحاب المظلات الشمسية، وكأن الفضاء بات ملكية خاصة على الزائرين لاقتناص لحظات الهدوء والاسترخاء دفع (إتاوة) ليس مقابل كراء “براسول” وإنما للحصول على (بلاصة) تحت الشمس!
في الصباح الباكر، حيث يتمدد الضباب مانعا الشمس من الإعلان عن أشعتها، وتخف حركة البشر على ما تبقى من الرمال المسروقة، تظهر المظلات الشمسية منتصبة بنظام وانتظام على امتداد الشاطئ بألوان مختلفة يحيل كل لون على مناطق النفوذ الخاضعة لأصحاب “البراسولات”.
ورغم أن احتلال الشاطئ، بهذا الشكل العبثي، يفرض تدخل القانون لضمان (الحق) في “التبحار”، غير أن استئساد الظاهرة بطريقة مخيفة تعني أن هناك أطرافا تغض البصر عن هذه الخروقات، واطراف اخرى تستفيد من ريع غزو “البراسولات” لمهدية.
المؤسف أن المسافة الفاصلة بين “براسول” وآخر أقل من مترين، مما يعني أن (التبحيرة) في المهدية ستبقى موقوفة التنفيذ إلى غاية تراجع مياه البحر أو الانزواء إلى الخلف وراء صفوف متراصة من الكراسي والطاولات والمظلات الخاضعة لتدبير جهة (غير معلومة).
!فمتى ستتحرك السلطات لتحرير شاطئ المهدية من أجل تحسين العرض السياحي؟!