قال عبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن المغرب لازال مترددا في مساره الإصلاحي ومازالت بعض المؤشرات المقلقة تشوش على الحصيلة المنجزة، وتمس بسمعة المغرب في الخارج، على الرغم أنه شهد في العشرية الثانية لهذا القرن انتعاشا إصلاحيا هاما سواء من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتطوير البنيات التحتية أو من خلال الإشعاع الخارجي الذي بصم مرحلة الإصلاح في ظل الاستقرار، على حد تعبيره.
وأضاف شيخي، خلال كلمة ألقاها، أمس، في الجلسة الافتتاحية للجمع العام الوطني السابع للحركة، أن بلادنا تنعم بنعم كثيرة حباها الله بها، وتتميز بميزات ومقومات النهوض والتقدم انطلاقا من الثوابت الجامعة المنصوص عليها دستوريا ومن حالة الاستقرار السياسي والمؤسساتي، كما عرفت في السنوات الأخيرة بلورة نموذج تنموي جديد وإقرار عدد من النصوص التشريعية والقوانين التنظيمية والمخططات القطاعية، إلا أن هناك مؤشرات وصفها بالنقابة تعرقل الوصول إلى التطور المنشود وتحقيق المزيد من المكتسبات.
وزاد موضحا “حركة التوحيد والإصلاح إذ تنبه لهذه المؤشرات السلبية فإنها لا ترمي إلى إضعاف بلادنا والتشويش على ما تم إنجازه، بل لأنها تؤمن أن قوة البلاد تكمن أساسا في ما يتمتع به المواطنون والمواطنات من حرية للتعبير والنقد البناء والاقتراح الإيجابي من أجل الإسراع في معالجة الاختلالات وتداركها، واستئناف مسار التقدم والنهوض بدل الانتكاس والجمود”.
وأشار رئيس حركة التوحيد والإصلاح إلى أنه يوجد في مقدمة تلك المؤشرات “المقلقة” تعثُّر تنزيل الاختيار الديمقراطي، خاصة على مستوى تدبير الاستحقاقات الانتخابية، واستمرار بعض التجاوزات الحقوقية؛ وأيضا استمرار بعض مظاهر الفساد وغلاء الأسعار وإضعاف القدرة الشرائية، حسب قوله.
وأضاف “لهذا نحن نرى أن الحاجة ماسّةٌ اليومَ لجرعات حقيقية لاستعادة الثقة في مسار الإصلاح؛ مدخلها الأساس إرادة سياسية صادقة لاستكمال ورش الإصلاح السياسي والاقتصادي، وإطلاق مصالحة حقوقية جديدة والإفراج عن المعتقلين لأسباب سياسية أو حقوقية. وأيضا استعادة الثقة بإجراءات حقيقية لتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وضمان العيش الكريم ودعم الفئات الهشة، ومكافحة الفساد وإبعاد رموزه من مواقع تدبير الشأن العام وتجريم الإثراء غير المشروع، ومضاعفة الاهتمام بالشأن الثقافي. كما أن نجاح النموذج التنموي المنشود يظل رهين الاهتمام بالعنصر البشري والرأسمال الاجتماعي وخاصة القيم الجامعة للمغاربة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية”.